الزمن القادم الجزء الاول بعنوان (الرحيل)
سألت الدار تخبرني عن الاحباب ما فعلوا
فقالت لي اناخ قوم اياما وقد رحلوا
فقلت فأين اطلبهم وأي منازل قد نزلوا
فقالت بالقبور وقد لقو والله ما فعلوا
بدت اختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم.......ولكنها كعادتها تقرأ القراّن الكريم..
تبحث عنها تجدها في مصلاها....راكعة ساجدة رافعة يديها الى السماء.... هكذا هي في الصباح وفي المساءوفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل....
كنت احرص على قراءة المجلات والكتب ذات الطابع القصصي.........اشاهد الفيديو بكثرة لدرجة انني عرفت به...ومن اكثر من شيء عرفت به......لا اؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي.....
بعد ان اغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت افلاما لمدة ثلاث ساعات متواصلة....ها هو الاذان يرتفع من المسجد المجاور...
عدت الى فراشي
تناديني من مصلاها...
نعم ماذا تريدين يا نورا؟
قالت لي بنبرة حادة:لا تنامي قبل ان تصلي الفجر...
أوه..بقي ساعة على اذان الفجر وما سمعتيه كان الاذان الول...
بنبرتها الحنونة-هكذا هي وحتى قبل ان يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش...نادتني..تعالي يا هناء بجانبي..
لا استطيع اطلاقا رد طلبها...تشعر بصفائها وصدقها..
لا شك طائعا ستلبي
ماذا تريدين ..
اجلسي..
ها قد جلست ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم: "كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة"
سكتت برهة ...ثم سألتني..
ألم تؤمني بالموت؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين عل كل صغيرة وكبيرة..
بلى ..ولكن الله غفور رحيم..والعمر طويل..
يا أختي ..ألا تخافين من الموت وبغتته..انظري هند اصغر منك وتوفيت في حادثة سيارة..وفلانة..وفلانة..الموت لا يعرف العمر..وليس مقياسا له..
اجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم..انني اخاف من الظلام واخفتيني من الموت..كيف انام الان..كنت اظن انك وافقت للسفر معنا هذه الاجازة..
فجأة
..تحشرج صوتها واهتز قلبي..
يتبع..............