هل رمضان… وتشرق شمس أيامه المباركة لتنير لكل مسلم ومسلمة طريق الطاعة والخير وتفتح أمامهم كنوز الرحمة والمغفرة،والمفلح من يغترف من الينابيع المتدفقة والكنوز السخية ليخرج من رمضان إلي الله أقرب وعلي طاعته أدوم.وحتي نستعد لهذا الضيف العزيز ونقدره حق قدره نعرض عليكم كلمات الدكتور محمد أبو زيد الفقي -العميد السابق لكلية الدرسات الإسلامية.
غاية الصيام
الصوم عبادة عظيمة فرضها الله “عز وجل” علينا لتحقيق هدف عظيم ، وهو التقوي ،والتي تعد جوهر هذه العبادة وأشق ما فيها مصداقا لقوله تعالييا أيها الذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون)(البقرة: 183)، فكل مسلم يصوم عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلي أذان المغرب، فيؤدي الفريضة، ولكن ليس كل مسلم يحقق التقوى ، بل يندر الآن من يحققها فللأسف تحول رمضان إلى ما يشبه ” المولد ” موسم يبدأ و ينتهي و يحتفل به المسلمون و لا يترك في نفوسهم أثرا أو يغير في قلوبهم شيئا .
و ضرب الدكتور الفقي مثلا لذلك بالموظف الذي يحرص على أداء صلاة التراويح في مسجد فلان ، ثم يجري ليصلي التهجد وراء الشيخ فلان و يؤمن على دعاء فلان و يكثر من الطاعات ثم ينام عن وظيفته و يطلب من زميله ان يوقع له في دفتر الحضور ، لقد صام هذا الموظف و لكنه لم يحقق في نفسه غاية التقوى .
أداءالفريضة ليس فيه جميلا
ذكرت آيه الصوم في بدايتها أن الصوم ” كتب ” أي فرض و أداء المسلم للفريضة ليس فيه جميلا أو فضل ، فلا يصح أن يجعله حجة يتحجج بها و يبرر بها عصبيته و إهمال عمله وتأخره عنه ، أما ” لعلكم ” فتعني أنه ربما تصلون إلى التقوى و كثير من المفسرين يرون أن ” لعل ” إذا جاءت على لسان المولى عز وجل تعني التحقق ، وهذا كلام ليس صحيحا على الإطلاق ، فقد قال الله -عزوجل – لموسى و هارون ” فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ” طه (44) و لم يتذكر فرعون و لم يخشى ، فالبعض لا يصل إلى التقوى بل يخرج من رمضان أكثر ذنوبا من قبل رمضان .إن” لعل ” تفتح باب الأمل لكن لابد للأمل من عمل .
مصالح الناس
التقوى غاية الصيام ، ومن التقوى ألا نهمل أعمالنا في رمضان و لا نعطل مصالح الناس بتهمة الصيام ، و أن نتقن و نعمل في الدنيا ، لأن النجاح في الدنيا شرط النجاح في الآخرة ، أما أن نترك الدنيا ونهمل العمل الذي يؤدي للتحضر و التقدم ، ولا نهتم سوى بأعمال الآخرة ، فهذا ليس من التقوى في شيء ، ونشر هذا الفكر الذي يعادي الحياة الدنيا ، كان وراء ردة المسلمين و تخلفهم ، وتركهم ميادين العلم و التقدم لغيرهم .
فهل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم – والصحابة بهذا الفهم ؟! هل عاشوا في المسجد و أنزل الله لهم ملائكة تسقي الزرع و تزرع الأرض ، و تحارب الأعداء؟! لقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – بينهم و مع ذلك لم يعتمدوا على دعائه ، أو بركته ، بل كانوا يحرسون المدينة طوال الليل، يحمون الثغور ، و يراقبون الأعداء و يزرعون و يصنعون ، و يتاجرون ، و يتعلمون العلم ، ويعملون به ، لذلك قامت دولة عظيمة في 10 سنوات ، أضاءت العالم بحضارتها لمدة 300 عام متواصلة .
رمضان شهر الإنجازات
كان أعظم إنجازات هذه الدولة في رمضان الذي كان يمثل للمسلمين طاقة هائلة ، لأداء المهام الضخمة ، الصعبة … كانت بدر في رمضان …فتح مكة في رمضان…وموقعة عين جالوت ، و غيرها من الأحداث الهامة العظيمة في رمضان أيضا . لم يكن هذا الشهر شهل كسل و نوم و طعام وموائد ، لم يكن ” مولدا ” يقوم ثم ينفض تتعطل فيه المصالح وتتأخر فيه الامة ، ثم تدعوا فلا يستجاب لها .
و أضاف الدكتور الفقي أن الصحابة عندما دعوا و قالوا ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ” سجلها لهم القرآن و جعلها دعاء المؤمنين مع انهم ساووا في هذا الدعاء بين الدنيا و الآخرة ، و لم يطلبوا حسنة واحدة للدنيا و ثلاثة للآخرة .
” فالدنيا مزرعة الآخرة” ” ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا ” ” الإسراء 72″ ، وقد فسر البعض حسنة الدنيا أنها الزوجة الصالحة .
و اختتم د. الفقي محاضرته قائلا يشترط لصيام رمضان ألا نطيع الله بالعبادات ، ثم نخالفه ونعصاه ، بإهمال أعمالنا و تعطيل مصالح الناس ، او نمتنع عن ضرورات الحياة من طعام وشراب ، ثم نخوض في أعراض الناس و نستبيح غيبتهم ، أو نكون من عباد رمضان أمة غافلة تبكي في صلاتها خلف الإمام ، ثم تعصي ربها في ميادين الحياة .
كيف نستقبل رمضان ” ساقية الصاوي “
اتمني منكم الردود انا لا اجد ردود في مواضيعي بس مشاهدات
وجودي راح يغير المنتدي